محتويات المقال:
يعاني الكثيرون من امراض المفاصل وآلامها والتي تنتج لأسباب عدة، فقد يكون السبب هشاشة العظام أو قد يكون داء النقرس هو المسؤول عن الألم، كما يمكن لإصابات قديمة مثل الكسور والكدمات أن تتسبب بألم يستمر لفترات طويلة، ولكن أحد أشهر الأسباب هو التهاب المفاصل، فما هو التهاب المفاصل؟ وهل هو ذاته مرض الروماتيزم؟
ما هو التهاب المفاصل؟
التهاب المفاصل كلمة عامة يمكن أن تضم أكثر من نوع من الالتهابات تختلف أسبابها ولكن جميعها يسبب ألم في المنطقة وانتفاخ وشعور بعدم الراحة عند الحركة، ينتج الالتهاب عادة بسبب الضغط الواقع على منطقة المفصل إذ أنها المنطقة التي تقع بين عظمتين (مثل الركبة والرسغ) والتي تتعرض لاحتكاك شديد أثناء الحركة.
يمكن أن يصيب التهاب المفاصل مفصلاُ واحداً أو عدة مفاصل في الجسم كما يمكن أن يصيب الأفراد من مختلف الأعمار إلا أنه أكثر شيوعاً لدى كبار السن.
أسباب التهاب المفاصل
ليس هناك سبب واحد يؤدي إلى التهاب المفاصل ولكن قد تؤدي عدة أسباب إلى الإصابة بالمرض، كما تشجع عدة عوامل بداية المرض وتطوره، أهمها:
- السمنة: تعمل السمنة والوزن الزائد على زيادة الحمل والاحتكاك عند المفاصل مما يعرض الأنسجة والغضاريف لخطر التلف، وهذا يؤدي إلى احتكاك العظام معاً والشعور بألم وخشونة عند الحركة.
- أمراض المناعة الذاتية: تعرف أمراض المناعة الذاتية بأنها حالات يقوم بها جهاز المناعة بمهاجمة خلايا الجسم السليمة مما يعرضها للتلف، يمكن أن يقوم جهاز المناعة بمهاجمة خلايا المفاصل والغضاريف مما يؤدي إلى تلفها والإصابة بالتهاب المفاصل.
- التقدم في السن: مع تقدم السن يضعف الجسم وتبدأ خلايا الجسم بالتلف شيئاً فشيئاً مما يزيد خطورة الإصابة بالتهاب المفاصل.
- الإصابة بعدوى: قد تؤدي الإصابة بعدوى بعض أنواع البكتيريا والفيروسات إلى تشكل التهاب في منطقة المفصل وفي حالة عدم علاجه بطريقة صحيحة قد يتحول إلى التهاب مزمن يصعب علاجه.
- الجنس: تتعدد أسباب وجع مفاصل اليدين والرجلين عند النساء خصيصاً، وذلك لأنهن أكثر عرضة للإصابة بأمراض المفاصل والعظام من الرجال وذلك يعود إلى اختلاف تركيبة وبنية الجسم بين الجنسين.
- الإصابات القديمة: تصبح المفاصل التي تعرضت لإصابات قديمة أكثر عرضة من غيرها للإصابة بالتهاب المفاصل خاصةً إذا لم تعالج بشكل سليم منذ البداية.
اعراض التهاب المفاصل
عادة ما تتطور أعراض التهاب المفاصل تدريجياً نتيجة لتآكل الغضاريف ببطء إلا أنها قد تظهر بشكل مفاجئ، إليك أهم أعراض التهاب المفاصل:
- الم المفاصل.
- انتفاخ وتورم المفصل.
- احمرار المنطقة.
- دفء وحرارة عند المفصل.
- شعور بعدم الراحة عند الحركة.
- تغير في شكل المفصل.
تشترك معظم أنواع التهاب المفاصل بهذه الأعراض إذ أن التهاب المفاصل يضم تحته قرابة 100 نوع من الالتهابات المختلفة فما هي أشهر أنواعها؟؟
أنواع التهاب المفاصل
تتعدد أنواع التهاب المفاصل ولكن أكثرها شيوعاً هو التهاب المفاصل التنكسي والتهاب المفاصل الروماتويدي واللذان يشكلان النسبة العظمى من مرضى التهاب المفاصل.
التهاب المفاصل التنكسي:
- أو الفصال العظمي هو أكثر الأنواع انتشاراً وينتج بسبب تآكل الغضاريف المحيطة بعظام المفصل وتقوم بحماية العظام من الاحتكاك وتجعل الحركة أكثر سلاسة. تدخل عوامل السن والجنس في تآكل الغضاريف إذ أن التقدم في السن يسبب ضعفاً في الغضاريف بشكل عام، كما أن النساء أكثر عرضة لتآكل الغضاريف من الرجال وهذا أحد أهم أسباب آلام المفاصل عند النساء.
التهاب المفاصل الروماتويدي:
- المعروف بالروماتويد وهو التهاب المفاصل الناتج عن مرض المناعة الذاتية إذ تقوم الخلايا المناعية في الجسم بمهاجمة المفصل والأنسجة المحيطة به، مما يؤدي إلى احمرار المنطقة وانتفاخها. وكما التهاب المفاصل التنكسي فإن الروماتويد يرتبط بالعمر والجنس، وتكون النساء أكثر عرضة له من الرجال بثلاث أضعاف.
اذا فأن الروماتويد هو نوع من التهاب المفاصل فماذا عن الروماتيزم هل هو اسم آخر لنفس الحالة المرضية؟ أم أنه تشابه في الأسماء فقط؟؟
الفرق بين التهاب المفاصل والروماتيزم
قد يتشكل لديك التباس بين مرض التهاب المفاصل والروماتيزم، وذلك لأن أحد أنواع التهاب المفاصل يدعى الروماتويد، ولكن في الحقيقة هما مصطلحان يعبران عن حالتين مختلفتين فكما ذكرنا سابقاً التهاب المفاصل هو التهاب يحصل في المفصل نتيجة لأسباب عدة ينتج عنه ألم شديد وانتفاخ وصعوبة في الحركة. بينما يعبر الروماتيزم عن مجموعة أوسع من الأمراض التي ترتبط بجهاز المناعة والتي تؤثر على المفاصل والانسجة وحتى الأعضاء المختلفة.
فالروماتيزم مصطلح يعبر عن الحالات الناتجة عن مرض المناعة الذاتية والذي يؤدي إلى عدة أمراض منها الروماتويد والذئبة والنقرس، وللتشابه الكبير بين المصطلحين اعتاد الناس على الخلط بينهما وتسمية مرض التهاب المفاصل arthritis بالعربي باسم الروماتيزم Rheumatism.
علاج التهاب المفاصل
يعد مرض التهاب المفاصل من الأمراض المزمنة التي يصعب علاجها، إلا أن هناك العديد من العادات الصحية والعلاجات الدوائية التي تخفف من الأعراض مثل الألم والانتفاخ كما أنها تقلل من تطور المرض وانتشاره بشكل واسع في المفاصل والعظام.
العادات الصحية لمرضى التهاب المفاصل:
إذا كنت تعاني من التهاب المفاصل وتعاني من الام العظام والمفاصل عليك اتباع بعض العادات التي تساعد في تخفيف حدة الالتهاب أهمها:
- القيام بالأنشطة اليومية: يمكن أن تعتقد أن الحل الأمثل لعلاج التهاب المفاصل هو عدم الحركة لإراحة المفصل ولكن على العكس تماماً عند الإصابة بالتهاب المفاصل يجب الحفاظ على النشاط والاستمرار في تحريك المفصل ولكن هذا لا يعني القيام بأنشطة رياضية مجهدة قد تتسبب في زيادة الألم، لذا ينصح بالقيام بأنشطة رياضية موصى بها من قبل مقدمي الرعاية الطبية.
- الحفاظ على الوزن: تعد السمنة أحد أهم أسباب التهاب المفاصل إذ أن الوزن الزائد يزيد الضغط على المفاصل وخاصة مفاصل القدمين، لذا عليك الاعتماد على نظام غذائي لتخفيف الوزن في حال الإصابة بالتهاب المفاصل.
- تقليل الوقوف قدر المستطاع: حاول تقليل الوقوف قدر الاستطاعة وذلك لأن الوقوف ساكناً يزيد الثقل على المفاصل مما يزيد من سوء الحالة.
- استخدام الكمادات: يمكن استخدام كلا النوعين الكمادات الباردة والكمادات الساخنة لتخفيف الألم والتورم وتلين حركة المفصل. إذ تستخدم الكمادات الساخنة في حالة وجود ألم أما الكمادات الباردة فإنها الأنسب للتخلص من التورم والانتفاخ.
العلاجات الدوائية
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): وهي مجموعة واسعة من المركبات تعمل كمسكنات للألم كما تعالج الالتهاب الموجود، يتم استخدام المركبات التقليدية منها مثل(ايبوبروفين، نابروكسين وديكلوفيناك) بشكل واسع، كما يمكن استخدام التركيبات الحديثة والتي تكون أكثر تخصصاً تعرف باسم مثبطات (COX-2) مثل دواء سيليكوكسيب المضاد للالتهاب.
يمتلك علاج سيليكوكسيب أعراض جانبية أقل مقارنة بالمركبات التقليدية وخاصة فيما يتعلق بألم المعدة والقرحة الذي يمكن أن يحدث نتيجة لتناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لفترات طويلة.
- الستيرويدات: تعمل أدوية الكورتيكوستيرويد ( مثل البريدنيزون) على تقليل الألم والانتفاخ كما تقلل من سرعة تلف المفصل وذلك لكونها مضادات التهاب فعالة جداً، يمكن استخدام الستيرويدات على شكل حبوب كما يمكن إعطاء إبرة في المفصل مباشرة للحصول على نتائج مضمونة أكثر.
- دواء مضاد للروماتويد ومعدل لسير المرض (DMARDs): هي مجموعة من الأدوية المعدلة لتناسب وتعالج مختلف أنواع التهاب المفاصل وخاصة التهاب المفاصل الروماتويدي.
المكملات الغذائية
يساعد تناول المكملات الغذائية على تحسين حالة المفاصل وتخفيف الم المفاصل والعضلات، ولكن لا يمكن اعتبارها العلاج الأساسي للمرض ولكنها تستخدم كعلاج مساهم للعلاج الأولي، أهمها:
- الجلوكوزامين: وهو مركب موجود بشكل طبيعي في الغضاريف، لذا فإن تناول الجلوكوزامين يساعد في تخفيف حدة الألم كما يبطئ تآكل الغضاريف حول المفصل مما يساهم في علاج التهاب المفاصل وخاصة الفصال العظمي.
- كوندرويتين: أحد مكونات الغضاريف الطبيعية والذي يساعد على الحفاظ على مرونة المفصل وسلاسة الحركة.
العمليات الجراحية
في بعض الحالات الشديدة والتي تصبح فيها الحركة غير ممكنة تقريباً وعند عدم حدوث استجابة للعلاجات الدوائية يحتاج المرضى إلى تدخلات جراحية لعلاج الحالة مثل إصلاح المفصل الذي يقوم فيه الطبيب بتنعيم سطح العظام لتسهيل الحركة وجعلها أكثر سلاسة، كما يمكن استبدال المفصل كلياً ووضع مفصل صناعي لحل المشكلة بشكل نهائي.
في النهاية فإن مرض التهاب المفاصل متشعب ومتعدد الأسباب والأعراض وحتى العلاجات، ولكن يبقى علاج مضادات الالتهاب غير الستيرويدية هو الأكثر شيوعاً لهذه الحالات وخاصة دواء سيليكوكسيب المعروف باسم (كوكسيل) الذي يقلل كل من الألم والالتهاب دون التسبب بقرحة المعدة كما تفعل الأنواع الأخرى، ولكن هذا لا ينفي وجوب مراجعة الطبيب للتأكد من ملائمة العلاج وخاصة عند الاستمرار عليه لفترات طويلة.
اترك تعليقك